Wednesday, June 2, 2010

أصنام


توقف .. بعد لحظات .. توقف أنينه اللعين
كنت لا أزال مطبقا بيدي ... حول عنقه
تباً... لا أطيق النظر الى وجهه ، عيناه جاحظتان كشباكين يطلان على حدائق الجحيم
وفمه بدا كدهليز من دهاليز قصر النهاية

أرخيت بأصابعي قليلا .. استجمعت قواي .. ونهضت
خطوتان الى الخلف
كان راقدا بلا حراك

مر ألف عام منذ التقينا لأول مرة
انتظرت ألف عام .. ودقائق
لأراه للمرة الأخيرة

في الأفق .. يترنح قرص الشمس .. كأن الغد يريد أن يبقى بالأمس
بضعة حزم من نورها تكفيني
ولتترنح الشمس حتى يموت الأمس

كنت لا أزال واقفا هناك .. نعم .. لازلت واقفاً
أنظر وأنتظر
قريبا .. سيأتون من بعيد

سيأتون ليواروا سوأته
ليسوا صقورا ولاغربانا
ماهم بملائكة ولا شياطين
ليسوا أحياءً .. وماهم بميتيين

ستهطل الأمطار قريبا
فالغيوم تلحقهم حيث حلوا
لن ترى وروداً تنمو بدروبهم
فالغيوم تتبعهم حيث حلوا
ولاتنمو الورود حيث لاتشرق الشمس

تقدم مني كبيرهم .. أو هكذا ادعى
سألني بصوت سحيق
لـــــــــــــــــــــــماذا؟
وجهه بدا كأرض حرقت ...ألف مرة .. ومرة

ستأتي السناخيق لأخذك
انفرجت شفتاي ببطء
نظرت اليهم ... وابتسامتي تحيلهم جميعا الى .. صخور